الشيخ: نعم. هي من فضل الله تبارك وتعالى أن قامت الانتفاضة في وقت كان يراد مسخ هذا الشعب، كان يراد أن ينسى دينه وإيمانه وهويته وقضيته، فمنذ أن قامت حصل هناك تغيرات داخل المجتمع الفلسطيني لا يراها الكثير، لأن الإعلام دائماً يركز على المقاومة والمواجهة وهدم المنازل والأعمال الاستشهادية وما إلى ذلك.
فهناك تغير عظيم، غيروا فغير الله ما بهم، وقد جعل الله في هذا قاعدة: ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11] حلقات تحفيظ القرآن .. انتشار الدعوة إلى الله تبارك وتعالى .. كلمة الشهادة أصبحت على فم كل فرد: الطفل.. العجوز.. الصغير.. الكبير، القضاء على كثير من المنكرات والإقبال على العلم الشرعي، حتى إخواننا الذين داخل ما يسمى بالخط الأخضر أو أرض (1948م) هناك والحمد لله عودة إلى الله تبارك وتعالى، وإحياء للمساجد وللقرآن ولحلقاته ولتعليمه، رغم أنه حق مكفول لهم، وكما يقال -طبعاً-: إن إسرائيل دولة ديمقراطية إلا أنهم يعانون معاناة من أجل ألا يفقدوا هويتهم، وهم ناجحون ولله الحمد في ذلك.
هذا التغيير في الحقيقة مهم جداً، والتغيير الآخر في نظري وأيضاً تفضل الدكتور بعرضه والحمد لله أنه أكد ما كنت أقوله: أن الانتفاضة ليست فقط فكرة جهادية أو عمل جهادي، الانتفاضة أعطت الدعوة الإسلامية درساً عملياً مفيداً جداً في كل مكان، وهو: أنه يجب عليك أن تتجاوز الخلافات الداخلية وأن تؤجلها أو تجمدها من أجل أن تواجه العدو المشترك، وهذا درس عظيم.
في كل ذرة كان هناك أيدي عابثة مجرمة تقتل من إخواننا المجاهدين، وإخواننا ينتقمون من اليهود، وهذا مبدأ أعلنوه مراراً: إن ضربتمونا أو قتلتمونا فنحن سننتقم من اليهود، وبذلك التف المجتمع ولله الحمد فأصبحوا... -وأنا قرأت هذا لعدة محللين كبار إسرائيليين من مواقع الإنترنت الإعلامية اليهودية- يقولون: إن حماس بالذات كسبت الشارع الفلسطيني، وتسحب كل يوم من السلطة ومن مؤسساتها -كما قلت قبل قليل- كتائب الأقصى التي تنتمي إلى منظمة السلطة باعتبار زعيم السلطة هو زعيم حركة فتح، ومع ذلك فهي في الميدان مع الإخوة من حماس ومن الجهاد.
هذا الانتصار كبير؛ لأن إرادة الحياة وإرادة التغيير إنما تبدأ هكذا ويقابلها عوامل الانهيار التي تحدث في إسرائيل.